لمستوى تعليم الأم تأثير بالغ على صحة أطفالها

لمستوى تعليم الأم تأثير بالغ على صحة أطفالها

أظهرت دراسة جديدة ان المستوى تعليم الأم تأثير هائل ، وإن يكن غير مباشر ، على صحة أطفالها ، وان العلاقة بين تعليم الأم وصحة الطفل تنسحب على سائر بلدان العالم ، الغنية منها والفقيرة. وتوصلت الدراسة التي نُشرت في مجلة لانست الطبية البريطانية الى ان 50 في المئة من الانخفاض الذي تحقق في معدل الوفيات بين الأطفال خلال السنوات الأربعين الماضية يمكن ان يُعزا الى ارتفاع مستوى تعليم النساء. ومقابل كل سنة من التعليم الاضافي للنساء في سن الانجاب يتحقق انخفاض بنسبة 9.5 في المئة في وفيات الأطفال.

وكتبت رئيس الفريق الذي اجرى البحث ايمانويلا غاكيدو من جامعة واشنطن ان تأثير ارتفاع مستوى التعليم تأثير هائل على صحة الطفل. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الباحث كريستوفر موراي الذي شارك في إعداد الدراسة ان مستوى تعليم الأم يؤثر على صحة أطفالها بطرق متعددة. فالأم المتعلمة تفهم اجراءات الوقاية من الأمراض مثل التطعيم وشبكات الحماية من البعوض فهي افضل من نظيرتها غير المتعلمة.

ويمكن ان يُقال الشيء نفسه عن ادراك الأم المتعلمة لضرورة نقل الطفل المريض الى العيادة في وقت مبكر واتباع تعليمات العلاج واستيعاب نظرية الجراثيم واعتبار الماء المعقم والنظافة عموما من أولويات الواجبات المنزلية. كما يقترن ارتفاع مستوى تعليم الأم بتقليل الولادات في العائلة وتمديد الفواصل بين كل ولادة وأخرى ، وهذه كلها عوامل تسهم في خفض الوفيات بين الأطفال. وتبين الأرقام ان عدد الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة إنخفض في عام 2009 بواقع 8.2 مليون طفل مقارنة مع عام 1970. وان 4.2 مليون حالة في هذا الانخفاض كانت نتيجة ارتفاع مستوى تعليم الأم و590 مليونا نتيجة ارتفاع دخل العائلة. باقي الأرواح الصغيرة التي أُنقذت يمكن ان يُنسب الى تحسن المداخلات والاجراءت الصحية ، بحسب الدراسة. وأعلن خبراء ان نتائج الدراسة تبرر الاستثمار في تعليم البنات فيما قال مدير الصحة في البنك الدولي كريستيان بائيز ان النتائج نبأ سار جدا يؤكد ان المستوى الصحي في البلدان النامية يمكن ان يرتفع لا بالاستثمار في الخدمات الصحية فحسب بل وفي مجالات أخرى أيضا مثل تنقية الماء وبناء الطرق والتعليم. استخدم باحثو جامعة واشنطن في الدراسة 915 مصدرا غالبيتها أبحاث وإحصاءات جُمعت خلال الفترة الواقعة بين 2008